ذكرى تأسيس الجيش العراقي من قبيلة خفاجة الشيخ المقدم
مبارك العلي .
ن الضباط الاحرار المقدم مبارك العلي .
بقلم |مجاهد منعثر منشد
السياسي الوطني المخلص المقدم الشيخ المرحوم مبارك العلي الخفاجي .
أحد احفاد الشيخ علي الفضل .والولد الاكبر للشيخ مجلي بن علي ال فضل (1).
اشقائه :ـ
1.المرحوم الشيخ منشد .
2.المرحوم الشيخ صبار .
أعقابه (اولاده ):ـ
1. المرحوم الشيخ خالد 2. المرحوم الشيخ صعصع 3.المرحوم الشيخ كريم 4.الشيخ رحيم وهو كبير العائلة حاليا (2).
تطرقنا مسبقا في مذكراتنا (3)الى أن المرحوم مبارك من أولاد رؤساء العشائر العربية في العراق ( عن قبيلة خفاجة ) التي كان يرأسها جدة المرحوم الشيخ علي الفضل وقد التحق بالجيش العراقي كضابط بعد أن تأسس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني 1920
والتي كانت الحكومة البريطانية في نيتها أن تقلل من هيجان الثورة في العراق والعشائر. وفي الحقيقة كان التحاق رؤساء العشائر بالجيش العراقي انتصار للثورة و الوطن دون شعور الحاكم البريطاني بذلك حيث لا تعلم بأن هؤلاء هم لبنة الدولة العراقية وهم في طليعة الضباط الأحرار الذي سيقاومون وقاوموا فعلا الانتداب البريطاني .
بتاريخ 16|9|1924 انهى المدرسة العسكرية .وكان في اول دورة تخرجت من الكلية العسكرية .
نقل الشيخ مبارك لوالدي (4)حادثه أثناء دراسته في الكلية العسكرية مع أخوانة الضباط الأحرار يـقول : زارت الكلية العسكرية ( مستر بل ) وكنا نناقشها بروح وطنية وثابة وشعور مخلص لتربة الوطن وعند انتهاء زيارتها طلبت من أمر الكلية أن يؤشر عنهم ملاحظات وعن تصرفاتهم بصورة خاصة ويرفعها للمندوب السامي البريطاني عن طريق المراجع المختصة السائرة بركاب الانتداب البريطاني وعندما قرر رشيد عالي الكيلاني الاستقالة من رئاسة الحكومة المشكلة في بداية سنة 1941م وقام طه الهاشمي بتشكيل الوزارة الجديدة في بداية سنة 1941 . ولم يؤثر سقوط وزارة الكيلاني في الحماس والتحرك القومي الجماهيري في العراق ضد بريطانيا والصهيونية كما ظل الجيش مواليا للقادة الأحرار وهم صلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد و محمود سلمان وكامل شبيب ويونس السبعاوي ورشيد عالي الكيلاني وأمين الحسيني وكان المرحوم مبارك برتبة رئيس أول في حينه هو ضابط الاتصال و الارتباط مع الضباط الأحرار الآخرين (5) .
ولابد من ذكر عمل المرحوم مبارك في الجيش العراقي بشكل متسلسل للعودة بعد ذلك لموقفه في ثورة مايس 1941 م.
بتاريخ 1|7|1927 نال رتبة ملازم .وتعين امر فصيل في الفوج السابع .
و بتاريخ 23|8|1931 ترفع لرتبة ملازم اول .
وفي 9|2|1932 كان التقدير والتلطيف بناءا على اشتراكه في حركات برزت في العام المذكور منح نوط الخدمة الفعلية .
و بتاريخ 21|3|1933 نقل لمنصب امر فصيل رشاش ف12 .
و بتاريخ 28|6|1934 تنسب تعينه أمر سرية الرشاشات ف12.
و بتاريخ 21|4|1935 نقل لمنصب امر سرية في الفوج 12.
و بتاريخ 8|9\1935 ترفع لرتبة رئيس .
و بتاريخ 8|9|1939 ترفع لرتبة رئيس اول .
و بتاريخ 29|4|1940 طرد من الجيش للاسباب سياسية .
وبتاريخ 18|5|1941 أعيد استخدامه وتعين معاون امر قوة الشرطة الوطنية .
ومنح نوط حركة مايش 1941 .ومنح نوط الخدمة العامة لحركة مايس من العام نفسه.
و بتاريخ 18|9|1941 تعين ضابط تجنيد مندلي .
بعدها اعيد للتقاعد وذلك لانه من الضباط المطرودين السياسيين .
موقفه في قيام ثورة الأول من مارس 1941م
كان لابد من التحرك لوقف المؤامرة على الجيش والشعب ولذلك عقد العقداء الأربعة اجتماعهم في الأول من نيسان 1941م وهم ( صلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد ومحمود سلمان وكامل شبيب ويونس السبعاوي ورشيد عالي الكيلاني ) وضباط آخرين منهم رئيس أول مبارك فقد تقرر إعلان حالة الطوارئ
وإرسال أنذار إلى الهاشمي بالاستقالة فوافق على ذلك وتحركت الوحدات العسكرية
الثائرة صوب العاصمة بغداد واحتلت الأماكن المهمة وطوقت قصري الرحاب و الزهور الملكيين إلا أن الوصي تمكن من الهرب إلى الحبانية ومنها إلى البصرة
لإثارة الشعب و التمرد على الثورة وفي 2 نيسان أذيع بيان صادر من الجيش
أوضح فيه أسباب قيام الثورة وأعلن تشكيل حكومة الدفاع الوطني برئاسة الكيلاني
ووقوف العراق على الحياد في الحرب العالمية الثانية والعمل على تحقيق الرسالة القومية و الوطنية . خرجت الجماهير إلى الشارع مؤيدة الثورة وتقرر عزل الولي عبد الإله وتعيين الشريف شرف بدلا عنه. ووجدت بريطانيا أن الثورة في العراق
تهدد مصالحها في المنطقة العربية لأنها تدعو للوحدة والاستقلال .
وبدا العدوان البريطاني وهاجمت الطائرات البريطانية المواقع العراقية فجر يوم
2 مايس 1941 وبدا اشتعال نار الحرب العراقية البريطانية . لم يقدر لثورة مايس
1941م أن تستمر فقد تمكنت القوات البريطانية الغازية المتفوقة كثيرا بأسلحتها من القضاء على الثورة وعاد الوصي عبد الإله مع القوات البريطانية إلى بغداد وتم إعدام الضباط الأربعة إضافة إلى يونس السبعاوي فأصبحوا شهداء في ذمة الخلود أما رئيس أول مبارك العلي فقد صدر حكم الإعدام بحقه وحال دون إعدامه وموقف عشائر قبيلة خفاجة بالانتفاضة المشرفة والمطالبة بعدم تنفيذ حكم الإعدام بحقه وكذلك موقف بعض من رؤوساء العشائر في سوق الشيوخ أمثال المرحوم الشيخ ريسان الكاصد وفعلا احتلت جماهير عشائر قبيلة خفاجه مدينة الشطرة وقطعت خطوط الاتصال بين الشطرة والناصرية واحتلال ناحية الغراف بالكامل الواقعة في وسط العشيرة وكانت تسمى في حينه ( سوق دجة أو سويق صكبان )
وذهب إلى بغداد رئيس قبيلة خفاجة في حينه الشيخ المرحوم صكبان العلي بن الشيخ المرحوم علي الفضل ليأتي ومعه في حينها الشيخ رئيس أول مبارك العلي حيا .
وأقتحم شيخ صكبان سجن رقم واحد بسيارته شاهرا مسدسه على الحرس والقاضي وأخرج ابن أخيه مبارك من السجن بيده وذهب إلى رئيس الوزراء في حينه مبيننا عدم توقف قبيلة خفاجة عن الحرب والاحتلال إلا بعد تغيير قرار الحكم وزحفت الجماهير الخفاجية لاحتلال مدينة الناصرية .
ونتيجة هذا الهيجان والثورة العارمة امتدادا لثورة العشرين صدر تغيير الحكم إلى الإبعاد إلى مدينة الرمادي فتم أبعادة .
وكان موقف الشيخ المرحوم مشحن الحردان أبلغ الأثر في نفوس عائلة ال علي رؤوساء قبيلة خفاجة ورؤساء أسلاف العشيرة للاستقبال المنقطع النظير وبناء المضايف لاستقبال الوفود التي تأتي لتهنئة الشيخ مبارك بالسلامة ولموقفة الوطني المخلص مع الضباط الأحرار .
فأصبح هذا التجمع والهوسات الشعبية في حينه مصدر أثارت الحكومة البريطانية والحكومات العراقية في بغداد فبقي 25 يوما على هذه الحالة وتم تغيير الحكم إلى تعيينه ضابط تجنيد مندلي كأبعاد له أيضا وكعقوبة عسكرية له .
ولم يكن فشل ثورة العشرين دافعا لليأس بل كان حافزا لقيام الثورات التحررية والانتفاضات في العراق والوطن العربي.
وأن بقاء مبارك العلي حيا لا يروق للإنكليز إضافة إلى مواقف قبيلته خفاجة وموقف عمة الشيخ صكبان العلي رئيس القبيلة الرافضة هذه المواقف الشريفة للحكم البريطاني فقد دبرت محاولة أخرى ضده وهو في مندلي بحجة اشتراكه مع ضباط آخرين للإطاحة بالحكومة الموالية وكان موقف قائم مقام قضاء مندلي أبلغ الأثر فقد أخبر المرحوم الثائر مبارك بأنه سيلقي القبض عليه فهيأ له سيارة خاصة ونقلة بها سرا حتى وصل إلى منطقة الحي ونزل عند الشيخ عبد الله الياسين شيخ عشيرة مياح وأبلغه بالآمر وأيضا هيأ له سيارة حتى أوصل إلى مضايف ال علي في قرية صكبان العلي وفي هذه المحاولة أفلت من قبضة المسؤولين واحتمى بعشيرته وصدر قرار بطرده من الجيش أخيرا .
كان رحمة الله علية مثالا للوطني المخلص ونقل لي والدي (6) حادثة سمعها من عمة الشيخ مبارك وهي :-
في محاولة اغتيال نوري سعيد في أحدى احتفالات عيد الجيش العراقي حيث حاول هو و ستة ضباط
أحرار آخرين بالاشتراك والتشاور مع بعض الضباط حيث أودعت مسدساتهم لدى سبعة جنود يحتفظوا بالمسدسات بإخفائهم لها وكل واحد من هؤلاء الجنود يكون مرافق لهؤلاء الضباط السبعة وحين وصولهم إلى منطقة الحفل يقضوا على نوري سعيد وزمرته بحجة السلام علية وقبل بدأ الاحتفال بساعات أفشى أحد الضباط السر بهذه العملية على نوري سعيد ففشلت الخطة والغي الاحتفال وأعترف الجنود بأن هذه المسدسات للضباط السبعة ومنهم مبارك العلي .
وفي ثورة 14 تموز 1958 تم تكريمه مع الضباط الأحرار منهم الأطباء والذين استشهدوا ومنحت لهم رتبة في الجيش أعلى وأعادتهم إلى الجيش فأصبح برتبة مقدم بتاريخ 6|2|1960 وكان مركزة في وزارة الدفاع ونضرا لسوء حالته الصحية وكبر سنة طلب نقلة إلى تجنيد الكرخ /بغداد بتاريخ 19|11|1960 نقل لمنصب ضابط ركن مديرية تجنيد منطقة الكرخ |بغداد .وفي سنة 1961 طلب أحالته على التقاعد وأحيل معززا مكرما .
وكان الشيخ المقدم يسكن في بغداد منذ عام 1955 م في بغداد| دورمصفى الدورة ومعه اولاده واولاد اخيه الشيخ منشد.وقام ببناء اول منزل له في الدورة حي الطعمة التي كانت عبارة عن اراضي زراعية لم يسكن فيها احد مسبقا .
وبعد ان تم البناء في الشارع الذي يقابل بستان حامد الوادي عام 1962 نزحت الناس للسكن في المنطقة وبناء الدور السكنية .والمرحوم الشيخ مبارك هو الذي سحب للمنطقة خطوط الكهربائي والمياه (7).
خبروفاة الشيخ مبارك
كانت وفاته يوم 3/11/1968. ونشر خبر وفاته في الاعلام الصحفي والتلفاز والاذاعي (8).
وكان التشيع بموسيقى عسكرية في بغداد حضره رئيس الوزراء العراقي السيدطاهر يحيي والسيدناجي طالب رئيس الوزراء الاسبق .وكافة الضباط الملتحقين معه في الجيش العراقي عام 1921 .
واستمر مجلس الفاتحة بمنزله ببغداد |الدورة لمدة سبعة ايام .
وبعدانتهاء الفاتحه ببغداد عاد احفاد الشيخ علي ال فضل الى محافظة ذي قار للاقامة مجلس فاتحه اخر في مضيف شقيقه الشيخ منشد (9).
وقبره في النجف الاشرف (المقبرة القديمة ) بجوار محطة الوقود مقابله مقبرة الشويلات .
وبقي الشيخ مبارك ال علي مرفوع الرأس صاحب شهامة وغيرة وشرف ومخلص لدينه وأمته ووطنه .
ــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمصادر
(1) راجع بحثنا المنشور( الشيخ علي الفضل في موسوعة الشيخ علي الشرقي) .ومذكراتنا .
(2).الشيخ رحيم مبارك شخصية اجتماعية معروفه في العراق .ولديه ماجستير في الهندسة الزراعية (مهندس).ويمتلك مكتبة كبيرة اضافة الى بعض الكتب المهداة الى والده الشيخ مبارك مكتوب في بعضها الاهداء بخطوط المؤلفين ككتاب (بنو خفاجه) بخط وتوقيع الدكتور محمد عبد المنعم الخفاجي .وبعضها مكتوب بخط شيوخ القبائل ككتاب سبائك الذهب الذي كتب اهدائه الشيخ مشحن الحردان الى المرحوم الشيخ مبارك .
(3)مذكرات مجاهد الخفاجي عن رئيس قبيلة خفاجه واسرته في العراق .
(4) الداعية الاسلامي الحاج منعثر منشد الذي عاش مع عمه الشيخ مبارك في ذي قار وبغداد بمنزله الى حين وفاته عام 1968.
(5) كما ورد ذلك في مذكرات المرحوم " صلاح الدين الصباغ " ومذكرات المرحوم محمد رضا الشبيبي ).
ونص ماورد في المذكرات (وكان ماجد مصطفى متصرفا للواء الناصرية لن انسى لماجدتها منه نحو اخوانه العرب المسلمين وشهد بذلك العقيد الركن اسماعيل صفوت والرئيس اول مبارك العلي ,وخيري خورشيد وصالح فوزي ).مذكرات موضوع رواد العروبه الشهيد العقيد الركن صلاح الدين الصباغ ص248 هامش 35 السطر الاخير .
(6) نفس مصدر فقره (4).
(7) راجع مقالنا المنشور| تاريخ حسينية الرسول ومنطقة الدورة ببغداد .بقلم |مجاهد منعثر .
(8) ونحتفظ بنسخة من احد الجرائد التي نشرت الخبر في التاريخ المذكور .
نشر خبر وفاته صباح يوم الخميس عام 1968 جريدة المواطن للسنة الاولى العدد 24 .
وكان الخبر انتقل الى رحمة الله صباح يوم الخميس المقدم المتقاعد الشيخ مبارك العلي رئيس عشائر خفاجه وقد تشع جثمانه الطاهر الى النجف الاشرف بموكب مهيب .وستقام الفاتحه في داره الواقعة الدورة ـ حي الطعمة مقابل بستان حامد الوادي بتاريخ 1968م.
(9) ونحتفظ بنسخة من الجريدة التي نشرت شكر على التعزية في عام 1968 من قبل الشيخ منشد الخفاجي .
شكروتقدير للمعزين بوفاة الشيخ مبارك .ونشرته جريدة المواطن بتاريخ 21|كانون الثاني 1968.رقم العدد 41 السنة الاولى.
وهذا نصه :ـ
يتقدم الشيخ منشد العلي بوافر الشكر والتقدير الى السادة قائممقام قضاء الشطرة ووكيل مدير ناحية الغراف وكافة رؤساء الدوائر والموظفين والاهالي في الشطرة والغراف وكافة افراد عشائر خفاجه على مواساتهم له بحضورهم الى مجلس الفاتحه المقام في الشطرة عشائر خفاجه على روح شقيقة المرحوم المقدم المتقاعد الشيخ مبارك العلي رئيس عشائر خفاجه والى الذين ارسلوا برقيات ورسائل التعزية سائلين العلي القدير ان لايريهم أي مكروه .