علماء خفاجيون في النجف الاشرف .
بقلم :مجاهد منعثر منشد
هذا الموضوع عن العلماء الاقدمين من قبيلة خفاجة وليس عن عشائر خفاجة في النجف الاشرف او العلماء الاجلاء المتواجدين حاليا .
وانما
هذا الموضوع يخص اسرتين من قبيلة خفاجة هما ( ال قسام وال مطر ) اعقبوا
علماء مجاهدين عاملين .وخطباء شعراء بارعين ,فكانوا للادب كمالا ,وللعلم
جمالا ظاهرا في طيات اللسان ,لذا فالكتابة عنهم استحقاق .وذكرهم واجب ,فهم
مصدر للعلم والتاريخ والادب .
أولا :ـ اسرة ال قسام الخفاجي .
اطلق لقب (ال قسام )على هذه الاسرة الخفاجية نسبة الى اسم جدهم قسام ,فعرف بال قسام .
وهم من قبيلة خفاجة يعود نسبهم الى الامير عمران بن شاهين الخفاجي .
ذكر هم العلامة الشيخ جعفر ال محبوبة في كتابة ماضي النجف وحاضرها .(1).
حيث
قال :ـ عرفت هذه الاسر في النجف الاشرف اواخر القرن الحادي عشر .وكانت هذه
الاسر متولية مرقد النبيين هود وصالح (عليهما السلام ) في عهد العلامة
السيدبحر العلوم المتوفي سنة 1212 وقد كلف العلامة بحر العلوم احد رجال هذه
الاسر الذي هو محمد علي بن حسن بن قسام جد العلامة الشيخ قاسم .
وكان
لهذين المرقدين في عهد الحكومة التركية اراضي زراعية موقوفة تعرف بمبرك
الناقة كانت تحت ادارة الاسرة .وللاسف تغلب عليها بعض العشائر المجاورة
واغتصبوها من ايديهم .
وتقطن
هذه الاسرة في محلة المشراق ولها دور واسعة ومتعددة نبغ منهم علم مشهور في
العلم والفضيلة هو العلامة الشيخ قاسم بن حمود بن خليل بن محمد علي قسام
وقد انجب خمسة اولاد وهم من اهل الفضل والكمال والادب بعضهم اشتغل بطلب
العلم وانقطع اليه وبعضهم ضم الى طلب العلم الخطابة الحسينية وتفوقوا فيها
وتفدموا على اقرانهم وهم من الاسر المعروفة بالادب والعلم منهم :ـ
1.الشيخ
باقر بن الشيخ قاسم ولد سنة 1302 طلب العلم وعمره عشرة اعوام وانتهى من
السطوح كان عمره خمسة عشر عام وكان من العلماء المشهورين في الاصول والفقة
ومات بمرض الطاعون في رييع الاول سنة 1322 ودفن بحجرة النبيين هود وصالح
(عليها السلام) .
2.الشيخ
جعفر بن الشيخ قاسم ولد في النجف سنة 1307 درس المبادر في النحو والصرف
وقرأ المنطق على يد الشيخ كاظم علي بيك وفي سنة 1328 اشترك في الامتحان مع
طلبة العلوم الدينية في بغداد وكربلاء ليعفى من التجنيد الاجباري بعدها نهج
نهج الخطابة الحسينية .وتخرج من الخطابة على يد الذاكر الشهير الشيخ صالح
الحلي المتوفى سنة 1359 وانتقل بعد ذلك الى بلدان متعددة واستقر في جسر
الكوفة ونشرت لهم بعض الصحف مقالات وكلمات في الاخلاق والتاريخ .
وله قصائد طوال منها قصيدة ارسلها لوالده عندما سافر الى القدس ولبنان ومكث هناك زمانا منها :ـ
أبا جعفر كبدي يشتكي …اليك من الشوق أدهى الخطوب
لعمري نالت بلاد اقمت …لديها من الحظ اوفى نصيب
ففيها المهنى لكم دائما ..ونحن علينا احتمال الذنوب .
3.الشيخ
جواد بن الشيخ قاسم .ولد في النجف سنة 1329 نشأ مع أخوته الكرام ودرس على
يد الفضلاء المبادىء الاولية والنحو والصرف والمنطق فأتقن الدروس وكان من
الشباب المثقف النبيه ومعروف بالعلم والادب وكان احد اعضاء منتدى النشر
الاساسيين بعدها كان ينحو نحو الخطابة الحسينية حتى مهر فيها فهو من
المنبريين الشعراء ومن الخطباء الادباء وله ديوان شعر يضم الف بيت .
4.الشيخ
علي بن الشيخ قاسم (2)رابع اخوته الخمسة وهو الماثل في هذا البيت حذا حذوا
والده واشتغل بطلب العلم وانقطع اليه وهو من اهل الفضل والجد في طلب
العلوم الروحية حضر دروس عالية على يدراجع الفتيا منهم المرجع السيد محسن
الحكيم والحجة السيد الحمامي الى ان اصبح مدرسا في الحوزة .
5.
الشيخ قاسم بن حمود بن خليل بن قسام وهومؤسس هذا البيت الادبي كان من
العلماء المهاهرين في الفقة والحديث والرجال سافر برهة من الزمن الى جبل
عامل مروجا للدين ومرشدا ثم كر راجعا الى النجف وانقطع للافادة والاستفادة
وكان من المدرسيين الرسميين في النجف اتخذ الطابق الاعلى من الصحن الشريف
(3).
مدرسة له وقررت الحكومة يومئذ من انتمى الى مدرسته وحصل على الشهادة يعفى من الخدمة الالزامية .
فكانت
حوزته حافلة بطلبة العلوم الدينية ,وتخرج على يديه بعض اهل الفضل البارزين
وكان يقيم الجماعة في مسجد مجاور لمدرسة البادكوية في محلة للمشراق .
تخرجه
تخرج
اولا على اية الله السيد ميرزا حسن الشيرازي الشيخ فضل الله والعلامة ملا
علي النهاندي السيد ابو تراب الخونساري وعلى العلامة السيد محمد ال بحر
العلوم (صاحب البلاغة ) وشيخ الشريعة الاصفهاني النجفي والسيد محمد كاظم
اليزدي وتخرج عليه كثير من الاعلام منهم العلامة السيد محسن الحكيم
والعلامة السيد حسين الحمامي والعلامة الشيخ عبد الرسول الجواهري والمرحوم
السيد محسن القزويني والشيخ عبد الكريم صادق السيدين السيد السيد اسد السيد
احمد اولاد السيد مهدي الحيدري ,والشيخ محمد سماكه والشيخ عبد الكريم
الماشطة والسيد محمد الديواني والشيخ عبد الكريم الزين الشيخ علي حلاوة
وغيرهم من الاعلام .
أثاره
له
كتاب نور العين في احكام الزوجين ذكر فيه ماورد من الكتاب والسنة في حسن
المعاشرة بين الزوج والزوجة ,وله حاشية على رسائل الشيخ الانصاري وكتاب في
احوال الامام الحسن (ع) وله ترجمة كتاب الروضة الفارسي الى العربي وله شعر
الشعر الجاهلية
وفاته
توفي
سنة 1331 عن عمر ناهز السبعين وكان يوم وفاته من الايام المشهودة في النجف
خرج سائر الطبقات التشييع جثمانه ومشى أمام نعشه بالاعلام واللطم ولم تزل
موكب العزاء من سائر محلات النجف في ليالي الفاتحة الثلاث تتوارد الى داره
بالتعزية واعقب خمسة اولاد هم :ـ
1.الشيخ جعفر 2.الشيخ هادي 3.والشيخ موسى 4.الشيخ علي 5.الشيخ جواد
أرخ وفاته الاديب البارع الحاج عبيد العطار الحلي المتوفى سنة 1342 فقال :ـ
بات الجنان بفقد قاسم ساعرا ….ولقاسم عند المليك جنان
ياوقعة قسم العذاب لنا بها ….وله عشية ارخوا غفران
6.
الشيخ محمد علي بن حمود بن خليل ولد سنة 1290 خطيب مصقع حسن الصوت
والالقاء فصيح اللهجة طلق اللسان حسن البيان نشأ تحت ظل اخيه الفقية
العلامة الشيخ قاسم فدرس علية النحو والصرف والمعاني والبيان ومقدمات الفقة
والاصول وبعد فراغه انكب على ممارسة الخطابة الحسينية فتخرج على يد الخطيب
البارع الشيخ محمد ثامر وكان في عصره من المشاهير الذاكرين فاخذ عنه ومهر
في فنه فكان قارئا مجيدا له ملكة في التجسيم واقعة الطف وتحليلها وابرازها
الى العيان كالشيء الشاهد المرئي وهو متفرد بين اقرانه بهذه الخلة المتوخاة
من الذاكر وله مهارة فعالة في التأثر على عواطف المستمعين واستنزاف مافيهم
لمصاب ابي الشهداء (روحي فداه) .
واضاف
الى هذه المهارة الفنية المامه الرائع بحادثة الطف وما يتعلق بها من
السيرة والتاريخ والاخلاق مع ما امتاز به من غزارة الادب واعتدال السليقة
فهو شاعر محسن ذو يد في نظم القريض الذي حلى به نوادي الادب في النجف في
أبان شبابه ونضارة عمره ,له في اعلام عصره مدح وهناء وتعزية ورثاه (4).
وكان
احد المجاهدين في الثورة العراقية العامة سنة 1333 فقد كان العضو العامل
والمساعد القوي في تهيج الراي العام واثارة الحماس الديني وبث الروح
الاسلامية في نفوس ابناء الفرات وحثهم وتحريضهم على جهاد العدو (الانكليزي
)(5).
وفاته
توفي
في ليلة الجمعة الثالثة والعشرين من جمادي الاول سنة 1373 وتشيع كما تشيع
اعلام الدين ورجال العلم ودفن في الحجرة الملاصقة لباب الطوسي التي عن يسار
الخارج من هذا الباب .له عدة قصائد .
7.
الشيخ موسى بن الشيخ قاسم ولد سنة 1313 سلك مسلك ابيه في تحصيل العلم
واختص به قرأ المبادةء على فضلاء عصره وحضر بع الدروس العالية على علماء
وقته وخرج ايام العلامة الاكبر السيد ابو الحسن الاصفهاني الى قضاء الحي
للهداية والارشاد وتعليم الفرائض والسنن والادب الشرعية فهو عندهم محترم
مبجل ويمتاز بطلاقة اللسان والقدرة على البيان .
وفاته
توفي
في المحرم سنة 1375 ودفن مع عمه في الحجرة التي تكون عن يسار الخارج من
الصحن الشريف من باب الطوسي واعقب ثلاثة اولاد هم الشيخ عبد الامير ونوري
وكاظم .
8.الشيخ
هادي بن الشيخ قاسم احد اخوته الخمسة وهو من المستغلين بطلب العلم
والمنقطعين اليه قام مقام والده في امامة الجمعة في مسجده المذكور ولم تطل
ايامه وكف بصره في اواخر عمره حتى وفاه الاجل .
وفاته توفي سنة 1340 عن عمر قارب الخمسين سنة .
ثانيا:ـ بيت ال مطر الخفاجي
ذكرنا ترجمة احد اعلام هذه الاسر العلمية في بحث مسبق (6).
وكانت
المقدمة من البحث الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين بن حسين بن مطر
النجفي الخفاجي,ولد في النجف الأشرف ونشأ بها عام 1318 هـ ـ 1900م . وتوفّي
سنة 1395 هـ ـ 1975 م.
ذكر العلامه السيد القزويني بأن عائلتهم من خفاجة الشطرة (العلوي) الفرقة الاولى من (فخذ ال خنجر) حيث قال (ومنهم البو مطر في النجف رهط العلامة الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين مطر).
ذكر العلامه السيد القزويني بأن عائلتهم من خفاجة الشطرة (العلوي) الفرقة الاولى من (فخذ ال خنجر) حيث قال (ومنهم البو مطر في النجف رهط العلامة الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين مطر).
وهذه
الاسرة البو مطر بينهم وبين السادة ال عكلة مصاهره ,فسيد عكلة متزوج من
ابنة اية الله الشيخ مطر الخفاجي والد الشيخ مهدي مطر وقد انجبت ابنة الشيخ
مطر من السيد عكلة 3 اولاد وبنت و كان احد اولادها هو المرجع الكبير اية
الله العظمى السيد علي السيد عكلة ال النبي. (8).
واصبح البحث ذو شجون حيث تفضل الاخوة الاعزاء من الاساتذه الكتاب بالتعليق الايجابي على الموضوع وكان بالشكل التالي :ـ
1. الاخ الاستاذ الفاضل جواد كاظم اسماعيل
الاستاذ
الجليل: مجاهد منعثر منشد تنويه : تحية وسلام لكم على جهودكم في توثيق
سيرة احد اعلام العراق وهو الشيخ عبد المهدي مطر الخفاجي : ولكن هنا احب ان
انوه لسيادتكم ان الشيخ عبد المهدي ووالده من سكنة ناحية الفهود جنوب
مدينة الناصرية ولازالت قبيلتهم موجودة الى اليوم ومعروفة بأسم ال شيخ يوسف
في منطقة ال حول في الفهود : وهذا يعني ان الشيخ عبد الحسين من ابناء
الفهود وليس من ابناء النجف لكنه اكمل دراسته الدينية في النجف الاشرف ارجو
مخلصا الالتفات الى هذه المعلومة مع خالص تقديري.
2.الاخ الاستاذ الفاضل السيد صادق السيد جعفر الموسوي
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته الخال العزيز مجاهد تحية لك ولجهودك في توثيق
سيرة الشيخ عبد المهدي مطر نعم اود ان اضم صوتي الى صوت الاخ جواد بان
الشيخ رحمة الله تعالى عليه كان من مواليد الفهود نشأ وترعرع فيها الا ان
النجف حاضنة العلم والعلماء كانت محطته في التزود من علوم اهل البيت عليهم
السلام شكرا جزيلا لك مرة اخرى.
والامانة التاريخية لابد لي ان اضع هذه التعليقات بعين الاعتبار ,وابحث في المصادر عن ماذكره الاخوة .والخروج بنتيجة مفيدة .
فوفقنا
الله تعالى لايجاد الضالة التي ابحث عنها ,فوجدتها مع الزيادة في كتاب
ماضي النجف وحاضرها للشيخ جعفر ال محبوبة (طيب الله ثراه ).
ويقول
الشيخ جعفر(9):ـ من البيوت العلمية العربية , هاجر جدهم مطر بن سحاب من
لواء المنتفك في حدود سنة 1200 وحط رحله في مدينة العلم النجف في محلة
العمارة ,ولم تزل داره باقية حتى اليوم ,ويرجع بنسبه الى قبيلة خفاجة .
وهم
من قخذ يقال لهم ال خنجرومن فصيلة يقال لهم ال عليوي من احدى فصائل
خفاجة,ثم خرج بقصد التبشيروالارشاد الى موضع من اراضي المنتفك (ناحية
الحمار ) فأكرمه رؤساء المنتفك أرضا جعل فيها الغراسين ولايزال عدد كثير من
غرسها قائما على اصولها حتى اليوم ,وبنى مسجدا ولاتزال اثاره واضحة حتى
الان .
تتمثل
فيهم الخلاق العربية من الصدق والوفاء والخصال الحميدة من طهارة الضمير
وعفة النفس والصراحة في القول وهم عدد قليل يتوارث الابن عن الاب مزاياه
ومحامده .
من اشهر رجالهم
1. الشيخ حسن بن الشيخ مطر بن سحاب بن صالح بن محزم بن سعدون بن خنجر بن محزم بن سيلة بن ناصر بن عليوي الخفاجي .
اشتغل
الشيخ حسن هذا في طلب العلم وحصل على مرتبة الاجتهاد وكان مصاحبا للمرحوم
العلامة الشيخ علي رفيش رجل الصلاح والتقوى ,ونخرج على الحجة الشيخ محمد
حسين الكاطمي (قدس سره ) ,وقد طلب من شيخه الكاظمي افرد درس خاص به
,وبالشيخ على رفيش فاجابهما على ذلك ـكما في معارف الرجال ـ
اثاره
له
كتابة في الفقة والاصول تدل على طول باعه وعلو كسبه في العامين المذكورين
,وجمع هذه الكتابة ولده الاصغر الشيخ محمد جواد وسماها (غاية المرام )في
تحقيق الاصول والفروع من الاحكام .
وفاته
توفي سنة 1329 واعقب ولدين الشيخ عبد الحسين والشيخ محمد جواد .
2.الشيخ
عبد الحسين بن الشيخ حسن مطر ,ولد سنة 1292 استغل بطلب العلم الديني وأتقن
المقدمات وولع في دراسة كتاب الجغميني وتحرير اقليدس وتدريسهما ,له مكانة
مرموقة في الاوساط العلمية النجفية ,وله مكانة رفيعة في لواء المنتفك ,تولى
امامة الجماعة في بلدة الناصرية بعد ابيه وتصدى لحل الخصومات والمرافعات
بين الناس هناك .عظيم الهمة جريء النفس مغامر في جملة من الحركات الدينية .
قاوم
الانكليز حين غزوهم العراق بايعاز من العلماء المجتهدين في النجف واستمر
على مقاومته لهم حتى سقوط بغداد بايديهم وانهزام حكومة الاتراك من العراق
,ثم قاومهم مرة اخرى حين ثار العراقيون بوجودهم لطلب الاستقلال فيمن اشتغل
فيمن اشتغلوا على شكيل حكومة وطنية ,ثم بعد مرور ستةة عشر عاما لتشكيل
الحكومة الوطنية في العراق استبد بالامر امراء غاشمون وتلاعبوا في مقدرات
البلاد فثار العراقيون في وجوههم وثار المترجم له في طليعة الثائرين وبعد
استقرار الثورة وابعاده الى سامراء عكف على حالته الاولى حتى اصيب بالشلل
النصفي مدة ثم توفي عشية الخميس الخامس من شهر ربيع الثاني سنة 1363 عن عمر
تجاوز السبعين سنة قضاها في الجهاد المستمر وكفاح المستعمرين .
وللفائدة ننقل رسالة مظهر باشا إلى الشيخ عبدالحسين آل مطر
جناب العالم الشيخ عبدالحسين افندي مطر المحترم
بعد السلام:
ان عشرين طابوراً من المشاة مع عشرين مدفعاً ضخماً (اغرطوب)وثلاثين من
الرشاشات(متراليوز)قد عبر إلى مقاطعة (أم حلانة)وقطعت خط رجعة العدو بين
الغراف وبين إمام منصور،وعساكر العدو التي بقيت تحت المحاصرة فرقتين الفرقة
الثالثة عشر والفرقة الرابعة عشر يعني ثمانية عشر طابوراً، وحضرة خليل
باشا ممنون للغاية من مقاومة عشائرنا وقد اعطيت الأوامر بألهجوم على العدو
(بألسلاح الأبيض) وقد انهزم العدو، وفي الغد يأتي ساعينا واكتب لكم بتفصيل
الحوادث الواقعة من الحي إلى الكوت وتخبرنا عمالنا ان الناصرية ما بقي فيها
عسكر للعدو وهذا وقت الهجوم عليها من قبل العشائر، وإني انتظر من صداقتكم
أن تحركوا العشائر وتجعلونا ممنونين ودمتم.(10).
اقيمت
له الفاتحة في داره التي دفن فيها كما اقيم له حفل تابيني كبير لمرور
اربعين يوما على وفاته ,اشترك فيه فحول الشعراء وكبار الكتاب وحضره العلماء
والوجهاء والزعماء .
وتوفي عن خمسة اولاد اربعة منهم في وظائف الحكومة من معارف وغيرها والخامس هو كبيرهم الشيخ عبد المهدي .
2.
الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين مطر ولد في السادس والعشرين من شوال
سنة 1318 ونشأ على ابيه ودرس مبادىء العلوم على اساتذه فضلاء وحضر الدروس
العالية على مراجع التقليد كالحجة المجد الميرزا حسين النائيني والشيخ محمد
حسين الاصفهاني والعلامة السيد محسن الحكيم .
نبغ
في الفضيلتين العلم والادب فبرع فيهما وجمع في الاصول دورة كاملة وهي
تقريرات استاذه في الاصول السيد ابو القاسم الخوئي سماه (تقريب الاصول )
والف في الفقة تقريرات استاذه السيد محسن الحكيم تعليقا على العروة الوثقى
سماه (سلم المرقى) والف في العقائد كتابا صغيرا قبل عشرين سنة سماه (خمائل
الرائد) في اصح العقائد,وله ديوان شعر يحتوي على مايناهز العشرة الاف بيت
,ينظم الشعر الجيد القوي السبك وشعره عاطفي رقيق .
ابيات
من قصيدة الشيخ عبد المهدي (طيب الله ثراه ) سنة 1373والمكتوبة بماء الذهب
على باب امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)(11) :ـ
ارصف بباب علي ايها الذهب
و اخطف بأبصار من سروا و من غضبوا
و قل لمن كان قد اقصاك عن يده
عفوا إذا جئت منك اليوم اقترب
لعل بادرة تبدو لحيدرة
ان ترتضيك لها الأبواب و العتب
فقد عهدناه و الصفراء منكرة
لعينه و سناها عنده لهب
ما قيمة الذهب الوهاج عند يد
على السواء لديها التبر و الترب
ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا
و فى البلاد قلوب شفها السغب
والقصيدة طويلة الى ان قال فيها :ـ
و اخطف بأبصار من سروا و من غضبوا
و قل لمن كان قد اقصاك عن يده
عفوا إذا جئت منك اليوم اقترب
لعل بادرة تبدو لحيدرة
ان ترتضيك لها الأبواب و العتب
فقد عهدناه و الصفراء منكرة
لعينه و سناها عنده لهب
ما قيمة الذهب الوهاج عند يد
على السواء لديها التبر و الترب
ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا
و فى البلاد قلوب شفها السغب
والقصيدة طويلة الى ان قال فيها :ـ
لك الولاء على شوق فتنجذب
أن يبعدوا عنك بالوطان نائية
فكم لهم قربات باسمها قربوا
هم فى المحاريب اشباح مقوسة
و فى الحروب ليوث غابها اشب
أن يبعدوا عنك بالوطان نائية
فكم لهم قربات باسمها قربوا
هم فى المحاريب اشباح مقوسة
و فى الحروب ليوث غابها اشب
3.
الشيخ محمد جواد بن الشيخ حسن بن مطر ,ولد في النجف سنة 1299 نشأ تحت
رعاية والده فلقنه الادب وهذبه وأقرأه جملة من المبادىء على حملة العلم من
معاصرية فكان من اهل العلم الساهرين والمجدين في طلبه ,الف في اكثر الفنون
,وهو من الشعراء نظم في اكثر ا نواع الشعر وشعره من شعر العلماء المقبول
,له في الامام الحسين (عليه السلام) عدة مراثي .
كان صريح القول طاهر القلب نقي الضمير يحب العزلة قليل المعاشرة مكبا على دراسة العلوم الدينية ومبادئها .
تخرج في الفقة والاصول والدراية على شيخ الشريعة والسيد ابو تراب الخونساري والشيخ مهدي المازندراني .
اثاره
له
مؤلفات كثيرة تزيد على الستين كتابا في شتى الفنون لم تطبع منها شيء ,له
في النحو والمنطق والدراية وفي الفقة ,وله ديوان شعر يحتوي على مايناهز
السبعة الاف بيت وهومن الشعر السائر .
توفي
في بغداد يوم الاثنين الثالث عشر من شعبان سنة 1375 ونقل الى النجف ودفن
يوم الثلاثاء في الصحن الشريف ,واعقب اولادا اكبرهم المحامي عبد الغني :وهو
من المحامين القديرين في بغداد ومن اهل الادب الكاملين .اقيمت للمترجم له
حفلة اربعين كبرى في حسينية الشوشترية في محلة العمارة والقيت فيها القصائد
المشجية والكلمات المحزنة وحضرها سائر الطبقات النجفية من علماءواشراف
وزعماء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والهوامش
(1).
ال محبوبة ,الشيخ جعفر الشيخ باقر ,ماضي النجف وحاضرها ,طباعة دار
الاضواء بيروت لبنان الطبعة الثانية سنة 1986م,الجزء الثالث باب القاف
ص85ـ 94.
(2) نفس المصدراعلاه هامش 1ص 89.
ورد
ذكر الشيخ علي قسام في القرن الثاني عشر يقال انه من اجدادهم يوجد مجموعة
فيه رسائل كثيرة مرسلة الى السيد شبر النجفي وهو من اسرة نجفية معروفة
مشهورة بالانتساب اليه (ذكره الشيخ محبوبة في كتابه القسم الثاني من البيوت
والاسر العلوية النجفية في هذا المجموع رسالة للشيخ علي قسام تنبىء عن
غزارة ادبه وفضلة .وورد ذكر الشيخ جمعة وهو جد العلامة الشيخ قاسم لامه
ينسب له مجموع فيه تواريخ عن العصور المتقدمة وينسب له كتاب في الواعظ
والكلمات الحكمية والادعية الغريبة في بابها الوارد ة عن اهل البيت (عليهم
السلام).
(3) نفس المصدر هامش 1ص89
مدرسته احد المدارس الخمس المقررة رسميا وهن الصحن الشريف ومقبرة ال قزويني والمدارس الخمسة معترف بها من الحكومة التركية وهي :ـ
مدرسة الشيخ مهدي ال كاشف الغطاء .
ومدرسة المعتمد
ومدرسة الحجة المرحوم الشيخ محمد حسين ال كاشف الغطاء
ودار ال بحر العلوم
وكل من دخلها واجناز الامتحان يعفى من الجندية الجبارية في حينها .
(4) نفس المصدر هامش 1 ص92
وكانت اقامته في الحيرة بطلب من اهلها وعلماء الدين وفي طليعتهم العلامة الشيخ محمد طه نجف .
(5) نفس المصدر هامش2ص92
ولما
احتلت النجف الجنود الانكليزية خاطر في حياته فخرج متخفيا الى (بدرة)
فتبعته العيون فانتقل منها الى جبل ( حسين علي خان) وبقى هناك مدة الى ان
استتب الامن وتشكلت حكومة عربية فافرج عنه وعاد الى النجف .وقد هدمت داره
في الحيرة .
(6)
بعنوان العلامة الشيخ عبد المهدي النجفي الخفاجي بقلم :مجاهد منعثر منشد
)ونشرنا رسالة خطية بيد الشيخ عبد المهدي الى الشيخ منشد مكتوبة عام 1957م .
(7)
الحسيني الشهير باللقزويني المتوفى سنة 1200هـ, للعلامة السيد معز الدين
محمد المهدي, اسماء القبائل وانسابها شرح وتحقيق كامل سلمان الجبوري هامش ص
94 فقره 3 العلوي .
(8) مقال بعنوان شهداء السادة ال سيد عكلة في محافظة ذي قار بقلم | السيد صادق السيد جعفر الموسوي منشور . بتاريخ : الأربعاء 07-07-2010.وال سيد عكله في منطقة ال حول احدى قرى ناحية الفهود في ذي قار.
(8) مقال بعنوان شهداء السادة ال سيد عكلة في محافظة ذي قار بقلم | السيد صادق السيد جعفر الموسوي منشور . بتاريخ : الأربعاء 07-07-2010.وال سيد عكله في منطقة ال حول احدى قرى ناحية الفهود في ذي قار.
(9)
ال محبوبة ,الشيخ جعفر الشيخ باقر ,ماضي النجف وحاضرها ,طباعة دار
الاضواء بيروت لبنان الطبعة الثانية سنة 1986م,الجزء الثالث باب الميم 27
بيت مطر ص 356ـ 359.
(10)
الشطري, شاكر حسين دمدوم , الشطرة في أواخر العهد العثماني, وهي جزء من
متطلبات نيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث,بإشراف الأستاذ الدكتوركمال
مظهر أحمد,الملحق (34)ص330 . رسالة مظهر باشا إلى الشيخ عبدالحسين آل مطر
(11) العلامة السيد محسن الأمين, اعيان الشيعه ج 1 ص 558.