العلامة الشيخ عبد المهدي مطرالنجفي الخفاجي
بقلم |مجاهد منعثرمنشد
الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين بن
حسين بن مطر النجفي الخفاجي,
ولد في النجف ونشأ بها عام 1318 هـ ـ
1900م . وتوفّي سنة 1395 هـ ـ 1975 م.
ذكر العلامة السيد القزويني بأن عائلتهم
من خفاجة الشطرة (العلوي) الفرقة الاولى من (فخذ ال خنجر) حيث قال (ومنهم البو مطر
في النجف رهط العلامة الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين مطر)( 1).
وهذه الاسرة البو مطر بينهم وبين السادة
ال عكلة مصاهره ,فالسيد عكلة متزوج من ابنة الشيخ مطر الخفاجي والد الشيخ مهدي مطر
وقد انجبت ابنة الشيخ مطر من السيد عكلة ثلاثة اولاد وبنت و كان احد اولادها هو العلامة
السيد علي السيد عكلة ال النبي (2).
وجاء في تراجم نحوي الحوزة العلمية عن الشيخ
عبد المهدي درس المقدمات والسطوح على أساتذة أفاضل ثم حضر الأبحاث العالية فقهاً وأصولاً
على الشيخ النائينيّ ، والشيخ الاصفهانيّ ، والسيد الحكيم ، والسيد الخوئيّ من رواد
جمعية منتدى النشر وكلية الفقه ، ودرّس علوم اللغة العربية في مدارس المنتدى وكلية
الفقه ، وله: دراسات في قواعد اللغة العربية ، تقريرات الفقه ، تقريرات الأصول .
عالم معروف وأديب مشهور ، وأستاذ في كلية
الفقه ، له ديوان شعر وترك عدّة آثار . منها الإحراز المجربة ، تقريب الوصول ، ديوان
الشعر ( 3) .
وكان رائدا ومن العلماء البارزين في مشروع
جمعية منتدى النشر ، في شأن المنبر الحسيني اشترك في هذه المحاولة مع الشيخ المظفر
والشيخ الشريعة ومعه علماء اخرين منهم الشيخ محمد حسين المظفر (4).
وقيل عنه في ادب الطف الشيخ عبد المهدي
مطر ولد سنة 1318 هـ وهو ابن العالم المجاهد الشيخ عبد الحسين مطر ، لا ابالغ اذا قلت
ان الشيخ عبد المهدي كان لا يجاريه في الشاعرية احد من اقرانه ومعاصريه فهو شيخ من
شيوخ الادب وعالم حاز المرتبة العالية في فقهه ، وكتب في الاصول كتابا اسماه تقريب
الوصول ، شارك في الحفلات الادبية فكان المجلي فيها . وكتب نسبه في مؤلفه المطبوع والموسوم
بـ (ذكرى علمين من آل مطر) ترجم فيه لوالده المغفور له ولعمه الشيخ محمد جواد ، وسألته
عن آثاره العلمية فقال كتبت دورة كاملة في الاصول وهي تقريرات المرجع الاكبر السيد
ابو القاسم الخوئي كما كتبت كتابا في الدراية والكلام وكتبت كتابا في علم النحو بعنوان
: دراسات في قواعد اللغة العربية طبع بمطبعة الآداب بالنجف عام 1385 هـ اما ديواني
المخطوط والمرتب على حروف الهجاء فقد نشرت الصحف اكثره . اقام برهة من الزمن كاستاذ
في كلية الفقه في النجف وهو من خيرة الاساتذة . كانت وفاته سنة 1975 م .
من حكمه ونصائحه
سعة الصدر وحسن الخلق هي في المرء علامات
الرقي
فأرح عقلك بالصـمت فقد يكمل العـقل بنـقص
المنطق
* * *
اذا الغضب اضـطرمت ناره فبالصمت أخذ لهيب
الضرام
ففي الصمت تدرك ما لا تعيه اذا انت أضـرمتها
بالكـلام
* * *
ادب الانسان خـير للورى من ذهبه
كم يغطي فيه قبحا ظاهرا في نسبه
* * *
اذا خـاض ناديك فـي قيلة فاسلم من أن تقول
استمع
فان ضاق يوما عليك الكلام فباب السـكوت
اذا متسع
استقى هذه الحكم من اقوال اهل البيت وحكمهم
فقد جاء عن امير المؤمنين علي عليه السلام : آلة الرئاسة سعة الصدر . وقالوا : السكوت
راحة للعقل . وقالوا : طلب الادب اولى من طلب الذهب . وقالوا : انما جعل للإنسان لسان
واحد مع عينين واذنين ليسمع ويبصر اكثر مما يتكلم وقد اكثر الادباء من نظم هذا المعنى
(5).
فكان الشيخ عبد المهدي مطر احد المدرسين
البارزين في الحوزة العلمية في النجف وكان من تلامذته الدكتور احمد الوائلي درس عنده
مقدمات العلوم العربية والإسلامية. وكان ايضا من تلامذته السيد محمد محمد صادق الصدر درس على يده قواعد اللغة العربية .
والاثار الادبية للعلامة عبد المهدي النجفي
الخفاجي كثيرة منها ما كتبه عن اهل البيت من الائمة ولاتزال ابياته الشعرية محطة اهتمام
بالغ ,فعلى سبيل المثال القصيدة المكتوبة بماء الذهب على ضريح الامام علي (عليه السلام)
والتي يقول فيها: لعلع بباب علي ايها الذهب واخطف بأبصار من سروا ومن غضبوا .....الى
اخر القصيدة (6).
ومن الاثار الادبية في الشعر التي قالها
العلامة الشيخ عبد المهدي النجفي الخفاجي عندما تم افتتاح المدرسة الشبرية في يوم ميلاد
الإمام الحجة المهدي (عليه السلام)، وذلك في ليلة 16 شعبان المعظم 1387 هج والمصادف
18/11/1967 م. فكانت ليلة من أروع الليالي بهجةً وسروراً، حيث تبارى فيها الخطباء والشعراء،
وقد ضم الحفل مختلف الطبقات وفي مقدمتهم علماء الدين الأعلام ورجال الإدارة ووجهاء
البلد. وفي الوقت المقرر أعلن عريف الحفل وهو سماحة الخطيب الشيخ شاكر القرشي مواد
الحفل وأسماء العلماء والأساتذة الذين يساهمون في الإلقاء.
وبعد تلاوة القرآن الكريم، ألقى العلاّمة
الجليل الشيخ عبد المهدي مطر قصيدة رائعةً، كان مطلعها:
بَنيتَ وحَقُ للباني الصعودُ ..فَبَيتُ
العِلمِ مُرتَفِعٌ مَشيدُ
سَتُبْصِرُهُ عَلى مَرِّ اللّيالي.. وإنَّ
إهابَهُ غَضٌّ جديدُ
وَمَنْ تَبني ذُراهُ يَدا (عليٍّ)..عَلى
الإيمانِ خُطَّ لَهُ الخلودُ
ومنها:
نَعُمْتَ أبا (الجوادِ) فَقَدْ تَعالى..
بِسَعيِكَ مَعْهَدٌ فيهِ الوُرودُ
ومَدْرسةٌ تَعالى العِلْمُ فيها ..فَقدْ
نَطَحَ السَحابَ لَها عَمودُ
تُرينا إنَّها خُلِقَتْ لِتَبقى...ويَبقى
باسمِها كَونٌ جَديدُ
وتَبقى (الشبَّريةُ) وهي رَمزٌ..لما تَرَكَ
الأوائِلُ والجُدودُ(7).
وللمرحوم سماحة العلامة الشيخ عبد المهدي
(قدس سره) نعي ابيات شعرية في وفاة السيد صالح الحلي (1289 هـ - 1359 هـ) .وكانت الابيات
هذه :ـ
وناح لك الطرس والمزبر ..والشعر فأعــولك
الـركن
بغـــــــير لــسانك لا تنشر.. نعتك الخطــــــــابة
والمنبر
وهدّ نعـــــــيك قلب الحطيم.. وفيك انطوت
صفحة البيان(8).
ومن اثاره التي تثبت عنايته واهتمامه بقبيلته
(خفاجة ) وتواصله مع ابناء العمومة في العراق وخارجه ما بحوزتنا من وثيقة بخط يد العلامة
الجليل عبد المهدي النجفي الخفاجي مرسلة لعميد اسرة ال علي وقبيلة خفاجة الحاج الشيخ
منشد مجلي ال علي (رحمه الله )(9) .وهذه الوثيقة مكتوبه في سنة 1957م.
وقد وجدناها عند والدنا الحاج منعثر منشد حيث بينت لي هذه الوثيقة بداية
التعارف مع الدكتور الاستاذ محمد عبد المنعم الخفاجي في مصر(10) .ورغم انني ترجمة حياة
البرفسور محمد الخفاجي لكن لم نوضح كيفية وسبب التعارف الذي اتضح فيما بعد بان الشيخ
العلامة عبد المهدي مطر الخفاجي هو من كان سبب في ذلك التعارف ,فكان نتائج هذا التعارف وهذه الوثيقة بأن المراسلات
اصبحت اكثر حيث ارسل الاستاذ محمد عبد المنعم كتابه (بنو خفاجة ) الى المرحوم الشيخ
المقدم مبارك ال علي .وكتب اهداء الكتاب بخط يده للمرحوم(11).
وايضا من حصيلة التعارف ما كتبناه في ترجمة
الاستاذ الخفاجي المصري .والذي كان رسالة من الشيخ منشد مجلي ال علي اليه بيد البرفسور
هادي عطية مطر الهلالي(12) يدعوه الشيخ منشد للاهتمام بالأستاذ هادي عندما كان طلب
دراسات عليا في مصر .وقد ذكرنا تفاصيل الموضوع في الترجمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمصادر
(1) معز
الدين محمد المهدي الحسيني الشهير بالقزويني المتوفى سنة 1200هـ ,اسماء القبائل وانسابها
,شرح وتحقيق كامل سلمان الجبوري ,هامش ص 94 فقره 3 العلوي .
(2) مقال
بعنوان شهداء السادة ال سيد عكلة في محافظة ذي قار بقلم | السيد صادق السيد جعفر الموسوي
منشور . بتاريخ : الأربعاء 07-07-2010 .وال سيد عكله في منطقة ال حول احدى قرى ناحية
الفهود في ذي قار.
(3) الخاقاني
، علي : شعراء الغري ، 6 / 97.
(4) الشيخ
محمد الحسين بن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله المظفّر المسروحي . ولد في النجف عام
1312 هـ. أكمل دراسته الدينية ونبغ في الأدب. له عدة تصانيف من أشهرها: الإسلام نشؤوه
وارتقاؤه، تاريخ الشيعة. أسهم في تأسيس اللجنة الثقافية بمنتدى النشر توفّي في النجف
عام 1381 هـ. ( الأميني ، محمد هادي معجم رجال الفكر والأدب في النجف الأشرف: 3 /
1216). شبكة الامامين الحسنيين (عليهما السلام) للتراث والفكر الاسلامي ص 346.
(5) ادب
الطف ,ج10,ص 292و293 و286 ـ 300 .
(6) مقال
بعنوان شهداء السادة ال سيد عكلة في محافظة ذي قار بقلم | السيد صادق السيد جعفر الموسوي
منشور . بتاريخ : الأربعاء 07-07-2010 .
(7) بحث
بعنوان المدرسة الشُبَّرية..صرحٌ خالدٌ..!! بقلم : السيّد مُحمّد أمين شُبّر موضوع
حفل افتتاح المدرسة الشبّرية .
(8) السيد
صالح بن السيد حسين بن السيد محمد، شخصية معروفة في الوسط العلمي، ويكنى بأبي المهدي،
ولقب بالحلي نسبة إلى الحلة الفيحاء المدينة التي ولد فيها عام 1289هـ، وقد هاجر منها
إلى مدينة النجف مركز الدراسات الدينية قبل أن يكمل العقد الثاني من عمره، وانخرط في
صفوف طلبة العلوم الإسلامية، وبدأ يدرس في الحوزة العلمية،
وقد نُعي من قبل مجموعة من العلماء والأفاضل
منهم العلامة الحجة عبد المهدي ال مطر الخفاجي .
(9) الحاج
الشيخ منشد الخفاجي من مواليد 1910م , وتوفي 1998 كان سركال ووكيل الشيخ صكبان العلي (زعيم قبيلة خفاجة) في المنازعات
والفصول العشائرية كلما انشغل عمه بأعمال مجلس النواب العراقي .
(10) د.
محمد عبد المنعم خفاجي تولد 1915,وتوفي 2006م, احد علماء جمهورية مصر الشقيقة , وعميد
جامعة الازهر وعين شمس لفترة طويلة , وله مؤلفات عديده ومنزلته بين العلماء هناك بمنزلة
السيوطي .
(11) الشيخ
المقدم مبارك ال علي , من الضباط الاحرار وذكره صلاح الدين الصباغ في مذكراته حيث كان
رئيس اول , وحكم عليه بالإعدام سنة 1941 ,
بسبب اشتراكه مع الضباط الاحرار وقام مع بعض الضباط بمحاولة اغتيال نوري سعيد
,ولكن انقذه عمه زعيم قبيلة خفاجة الشيخ صكبان واخرجه من سجن رقم واحد بقوة السلاح
ومظاهرات القبيلة ضد الحكومة في حينها .
والمقدم مبارك الخفاجي هو مؤسس مدينة الدورة
( الطعمة) في بغداد سنة 1960 .
(12) د.
هادي الهلالي من مواليد 1939من ذي قار قضاء الشطرة , وانتقل الى بغداد الدورة بسبب
تحصيل العلم ونال مرتبة الماجستير والدكتوراه من مصر , وعمل استاذا في جامعة البصرة
,ثم كلية التربية للبنات في بغداد , ثم في جامعة كربلاء المقدسة , وله مؤلفات عديده
منها حل اكتشاف المشكل بين النحويين والبلاغيين , ونشأة حروف معاني القران الكريم
, وغيرها من المؤلفات التي هي مصادر لطلبة الدرسات العليا في اللغة العربية .
ونقل مكتبته من بغداد الى كربلاء وفتحها
للطلبة مجانا ,فضلا عن اشرافه على الكثير من طلبة الدكتوراه .
وتوفي في شهر رمضان سنة 2014م في منزله
ببغداد .